هي الطبقة التي تغطّي القشرة الأرضيّة المحيطيّة أو القارية، وهي بالأصل ناتج احتكاك وتعرية وتجوية القشرة الأرضية من العوامل الجويّة؛ فالتربة تتكوّن من مكوّنات القشرة الأرضية نفسها، وتتخلّلها نسب من مكوّنات الغلاف الأرضي الداخلي التي خرجت لسطح الأرض نتيجة حدوث البراكين كمثال. والتربة هي الوسط الذي تنموا به الكائنات الحيّة الأولى في سلسلة الغذاء (النباتات)، وهي أشبه ما تكون برحم الأم، وهي أساس التكوين.
التربة ضروريّة جدّاً، فقبل وجودها لم تكن هناك حياة على وجه الأرض، وفيها تعيش الكثير من الكائنات الحيّة؛ كالديدان اللافقارية، والحيوانات الفقارية كالفئران، والقنافذ، والأرانب، والحيوانات الدقيقة المجهريّة والأكبر قليلاً، وتعدّ التربة وسطاً ملائماً لعيش هذه الكائنات كلّما زادت رطوبتها لحدٍّ ما، فإن صارت أكثر إشباعاً ناسبت كائنات أخرى مختلفة؛ حيث إنّ تربة الأرز المشبعة لا تناسب القمح مثلاً.
ودرجة ملوحة التربة مهمّة أيضاً في تحديد نوع الكائنات التي تستطيع أن تعيش فيها، وكلّما زادت ملوحتها قلت قدرة الكائنات الحية على العيش فيها، حتى البكتيريا؛ فالسبخات الملحيّة قادرة على حفظ الأحافير كاملةً كما هي بلا تحلّل، وذلك لأنّ البكتيريا لن تكون قادرةً على الوصول للمواد الغذائية في الكائن الميت لالتهامه، وتعاني التربة وخصوصاً في الآونة الأخير من مخاطر كثيرة أهمّها التلوث، وسنذكر هنا أهمّ أسباب تلوث التربة.
أسباب تلوث التربةالتلوث (the pollution) بشكل عام ظاهرة عالميّة باتت تؤرّق العلماء والباحثين، لكن سأخصّص الحديث هنا عن تلوّث التربة بشكلٍ خاص، وتلوّث التربة يعني اختلالاً في مُكوّناتها، وأيّ تغيّر في تراكيز هذه المكوّنات يؤدّي إلى خلل يؤذي الكائنات الحيّة التي تتّخذها وسطاً أساسياً للعيش فيه أو على هامشه، ومن أسباب هذا الخلل أو تلوث التربة:
المقالات المتعلقة بأسباب تلوث التربة